ملهوم البيان

#مفهوم_البيان
عـنـدما يصدر قانون من البرلمان -كمثال بسيط- فان
بـيان هذا القانون للناس -كما هو معلوم- يتخذ ثلاث
صور أساسية هي:
الصورة الأولى: هـي تـبـلـيغ القانون للناس واعلامهم
بـه، ويـتـم ذلك غـالـبـا عـبـر نشره بالجريدة الرسمية
ونـشـره فـي جـميـع وسـائل الاعلام الرسمية المرئية
والمسموعة والمقروءة.
الصورة الثانية : هـي التطبيق العملي للقانون واتباع
أحـكـامـه مـن قـبل السلطات المختصة، لأن التطبيق
يـسـاعـد كثيرا على علم الناس بالقانون من جهة كما
يـبيـن نـصـوص القانـون بشكل عملي من جهة ثانية.
الصورة الثالثة: هـي الـتفـسيـر اللـفظـي، ويـقصـد به
تفسير نصوص وعبارات وكلمات القانون الغامضة أو
الـتـي قـد تـحتمل أكثر من معنى، بنصوص وعبارات
وكـلمـات واضـحـة ومـحـددة، دون الاخـلال بـجوهـر
النص وغايته وحكمته وهدفه، وفقا لقواعد التفسير
الـعلميـة الـمعـروفـة، وهذا التفسير قد تقوم به نفس
الـسلطـة التي أصدرت القانون، وقد تقوم به السلطة
القـضائية عـبـر مـحـاكمـها الـقضـائـية المختصة، وقد
يـقـوم بـه فـقهـاء الـقـانـون والـبـاحـثـون والمحامون
والـمخـتصـون عـبـر أبـحـاثهم ومؤلفاتهم ومرافعاتهم
وشروحاتهم ومحاضراتهم .. الخ..
وتطبيقا على ذلك بخصوص القرآن الكريم، فان بيان
الـقـرآن الـكـريـم -أيـضـا- يـتـخـذ ثـلاث صـور الـبيان
الأساسية المعروفة، وهي:
1 تبليغ القرآن للناس واعلامهم به.
2 التطبيق العملي للقرآن واتباع أحكامه.
3 الـتـفـسـير اللـفظـي للـقـرآن، أي تـفـسـيـر نـصـوص
وعـبـارات وكـلمـات الـقـرآن التي قد تبدو غامضة أو
أنـهـا تـحتـمـل أكـثـر مـن مـعـنى، بنـصـوص وعبارات
وكـلمـات واضـحة ومحددة، مع عدم الاخلال بجوهر
النـص وغايته وحكمته وهـدفه، وفق قواعد التفسير
العلمية المعرفة المتبعة.
والـتسـاؤل هنا: هـل كـان الـنـبي محمد (صلوات الله
عليه وسلامه) مكلفا ببيان القرآن بجميع صور البيان
الثلاث، أي التبليغ والتطبيق والتفسير اللفظي؟
للجـواب على هـذا التساؤل، يـتعين علينا العودة الى
الأيات القرآنية الكريمة التالية:
قوله تعالى ((وَأَنْـزَلْـنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))ى[سورة النحل 44].
قوله تعالى ((وَمَـا أَنْـزَلْـنَـا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ
الَّـذِي اخْـتَلَفُـوا فِـيـهِ ۙ وَهُـدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ))
[سورة النحل 64].
قوله تعالى ((فَـإِذَا قَـرَأْنَـاهُ فَـاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
بَيَانَهُ)) [سورة القيامة 18 - 19].
فـالأيات السابقة وضـحت أن هناك بيان للقرآن يجب
عـلـى النبي (صلوات الله عليه وسـلامه) الـقيـام بـه،
وهناك بيان للقرآن لايجب على النبي(ص) القيام به.
وبـالـتـالي يـطـرح التساؤل التـالي، ماهو البيان الذي
يـجـب عـلـى النبي(ص) الـقـيام به بخصوص القرآن،
وماهـو البيان الذي لايجب على النبي(ص) القيام به
بخصوص القرآن؟
سنـحاول الاجابة على هذا التساؤل مصحوبة بالأدلة
على النحو التالي:
أولا: الـبيـان الـذي يـجـب عـلـى النـبي(ص) القيام به
بخصوص القرآن :-
ويتمثل ذلك بالآتي:
1_ تبـليـغ الـقـرآن للـناس واعلامهم به، ويوضح ذلك
قوله تعالى ((يَا أَيُّـهَـا الـرَّسُـولُ بَـلِّـغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهَُ)[سورةالمائدة67].
2_التـطبـيق الـعملـي للقرآن واتباع أحكامه، ويوضح
ذلك، قـوله تعالى ((اتَّـبِـعْ مَـا أُوحِـيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا
إِلَٰـهَ إِلَّا هُـوَ ۖ وَأَعْـرِضْ عَـنِ الْمُشْرِكِينَ)) [سورة اﻷنعام
106]، وقـولـه تـعـالى ((فَـإِذَا قَـرَأْنَـاهُ فَـاتَّبِـعْ قُرْآنَهُ))
[سورة القيامة 18]
ثانيا: البـيان الـذي لايـجـب على النبي(ص) القيام به
بخصوص القرآن:-
ويـتمثـل ذلك بالصورة الأخيرة للبيان، وهي التفسير
اللفظي، أي تـفـسير نصوص وعبارات وكلمات القرآن
الـتـي قـد تـبـدو غـامـضـة أو تـحـتمل أكثر من معنى
بـنـصـوص وعـبـارات وكلـمات واضـحة ومـحددة مع
عـدم الاخلال بجوهر النص وغايته وحكمته وهدفه.
والذي يدل على ذلك مايلي:
يـدرك الـجـميـع أن الـقـرآن الكريم يفـسر بعضه بعضا
ويـشـرح بعضه بعضا، ويدرك الجميع أيضا أن القرآن
الكريم لـم ينزل على النبي(ص) جملة واحدة ودفعة
واحدة، وانما ظل القرآن ينزل على النبي(ص) بشكل
مـجـزأ الــى أن تــوفـى الـنـبـي (صـلـوات الله عـلـيـه
وسـلامـه) ويدل على ذلك قوله تعالى ((وَقَالَ الَّذِينَ
كَـفَـرُوا لَـوْلَا نُـزِّلَ عَلَـيْهِ الْـقُـرْآنُ جُـمْلَـةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ
لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)[سورة الفرقان 32].
ولـذلك فـقـد أمـر الله ســبــحـانـه وتـعـالـى رســولــه
مـحـمـد(ص)، بـأن لايـعجل في تفسير وشرح القرآن
مـن قـبـل أن يـقـضـى ويـكـتـمـل وحــي الـقـرآن الى
الـنـبـي(ص)، وذلك فــي قــولــه تـعـالـى ((وَلَا تَعْجَلْ
بِـالْـقُـرْآنِ مِـنْ قَـبْـلِ أَنْ يُـقْـضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُلْ رَبِّ
زِدْنِي عِلْمًا)) [سورة طه 114].
ولأن وحـي الـقـرآن لـم يقضى ولم يكتمل وحيه الى
الـنبـي(ص) الا قـبـل وفـاة النبي(ص)، فهذا يعني أن
النبي(ص) ظل ملتزما بأمر الله سبحانه -بأن لايعجل
بالـقـرآن مـن قـبـل أن يـقـضـى اليه وحيه- الى حين
وفاته صلوات الله عليه وسلامه.
كما يؤكد ذلك، بأن المقصود بقوله تعالى ((وَلَا تَعْجَلْ
بِالْـقُـرْآنِ مِـنْ قَـبْـلِ أَنْ يُـقْـضَـىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُلْ رَبِّ
زِدْنِـي عِلْمًا)) [سورة طه 114]، هو أن لايعجل النبي
(ص) في التـفـسير والـشرح اللفظي لنصوص القرآن
مـن قـبـل أن يـقـضـى ويـكـتـمـل وحـي الـقـرآن الـى
الـنـبي(ص) بصورة كاملة، يدل على ذلك قوله تعالى
((لَا تُـحَـرِّكْ بِـهِ لِـسَـانَـكَ لِتَـعْـجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ
وَقُـرْآنَـهُ * فَـإِذَا قَـرَأْنَـاهُ فَـاتَّـبِـعْ قُـرْآنَـهُ * ثُـمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
بَيَانَهُ)) [سورة القيامة 16 - 19].
#مـنـقـول_عـن_الـدكـتـور_سـنان_عبدالله_الدعيس،
أستاذ المنظمات وحقوق الإنسان-جامعة صنعاء. 
🇾🇪_____⚖️_______⚖️_______⚖️_____ 🇾🇪
من مختارات/ مـجمـوعـة ملتقى القانونيين للتوعية
القانونـيـة.اليوم/الخميس الموافق/2021/04/01م
*#إدارة_المجمـوعـة. بلال الهاشمي770072262.*
*#المـجـمـوعـة بـالـواتـسـاب* خـاصـة بـالـقـانـونيين
للانضمام التواصل مع إدارة المجموعة.
رابط الإنضمام على فيسبوك
https://www.facebook.com/groups/635521800580790/?ref=share
رابط الإنضمام على تلجرام
https://t.me/Law770072262
*#انـشـر الـمـوضـوع ليستـفيد غيرك. تكرماً☺️🌹*
🇾🇪_____⚖️_______⚖️_______⚖️_____ 🇾🇪

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خدمة السجل التجاري

مساجد صنعاء

نظرية الدفوع في القانون اليمني