صمت العقلاء
#صمت_العقلاء دخـل رجـل كـبـيـر الـسـن رث الثياب في دار القضاء وجلس حتى أذن له الحاجب بالدخول إلى القاضي.. سلم الرجل على القاضي فقال: الـسـلام عـليك أيهـا القاضي العادل الجليل.. أنا رجل فـقـيـر ولـي سـبـعـة عـيال وأمهم أُعيل ولا أملك في دنـيـاي سـوى حـصـان أصـيـل هـو كـل ثروتي وغناي ومالي عنه بـديل وكـذلك عنـدي دولابـيـن، وللـضـياء قنديل، وأسكن مزرعة يحوطها شجر ظليل .. اسـتـمـع الـقـاضـي لهـذه المـقدمة من الرجل العجوز، ولكي لا يطيل الرجل قاطعه القاضي وقال له: قـد فـهـمـت أيـهـا الـشـيـخ الـفـاضل الوقور أنه بدون حصانـك العزيز تسوءالأمور ولست رجلا فضا متكبرا أو مغرور،ولكن أخبرني قصتك دون أن تلف أو تدور. نـزلت الـدمعة من عين الرجل العجوز فحزن القاضي وأجلسه وطلب منه أن يكمل كلامه فقال: قـبـل يومـيـن وثـلاثة من الليالي هجم على مزرعتي جند الوالي، ضـربونـي وتهجموا علـى عيالي وسرقوا مـا وجـدوه مـن قليل مالـي وكل ما خف وزنه وثمنه غالي، فـأنجـدنـي يـا قـاضـي وأرجع لي حلالي وضع اللصوص في السجن والأغلال. اسـتـمع القاضـي جيدا إلى الرجـل العجوز وأدرك أنه وقع في ورطة كبيرة... فـمـن نـاحيـة ...