خطبة بعنوان"مسك الختام"
الخطبة الاولى
الحمدُ للهِ وفَّقَ مَنْ شَاءَ لِمَكارِم الأخلاقِ, وهدَاهم لِما فيهِ فلاحُهم يَومَ التَّلاقِ, أَشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ, المَلِكُ الخَلاَّق، وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ أَفضَلُ الْبَشَرِ على الإطلاقِ, صلَّى الله وسلَّم وبارَكَ عليه وعلى آلِهِ وأَصحَابِه ومن تبعهم بإحسانٍ.
اما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل واحذر نفسي واياكم من مخالفة امره وعصيانه،فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون
ايها الاحباب الكرام عباد الله أعيش معكم في هذه الدقائق المباركة بعنوان   مسك الختام

أيها الاحباب الكرام إن حياة الإنسان في هذه الدنيا محدودة، وأنفاسه معدودة محسوبة، آماله تُطوى، وعمره يفنى، وبدنه تحت الثرى يبلى، يقول ابن مسعود - رضي الله عنه -: «ما منكم من أحد إلا وهو ضيف، وماله عارية، فالضيف مرتحل، والعارية مردودة».

فالكيّس منا ياعباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. والسعيد من ختم له بخير، والشقي من ختم له بسوء وشقاء. فمن عاش على شيء مات عليه، والأعمال بخواتيمها.

فمن وفقه الله في حياته بالاستقامة على طاعته والإقبال على الأعمال الصالحة، والإعراض عما يغضب الله سبحانه، واستمر في ذلك إلى آخر حياته، ثبته الله عند مماته ورزقه حسن الخاتمة، وبشرته ملائكة الرحمة برضا الله واستحقاق كرامته وجنته، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30].

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أراد الله بعبد, خيراً استعمله قبل موته»، فسأله رجل من القوم: ما استعمله؟ قال: «يهديه الله عزّ وجلّ إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه على ذالك» رواه الإمام أحمد في مسنده.

وأما من أعرض عن ربه، وأغفل قلبه عن ذكره، وعطل جوارحه عن عبادته وطاعته، وعكف على معصيته حتى لقي الله على تلك الحالة السيئة فسيكون أمره فُرُطاً، ويظفر به الشيطان عند موته وتكون سوء خاتمته، فتبشره ملائكة العذاب بسخط الله وعقابه.

يقول ابن كثير: «إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت مع خذلان الشيطان له فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان فيقع في سوء الخاتمة، فيكون ممن قال الله فيه: ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾  [الفرقان: 29].

من أجل ذلك مَزَّق الخوف من سوء الخاتمة قلوبَ السلف الصالح والمؤمنين والصادقين، وخافوا أن تخذلهم ذنوبهم عند الموت فَتحُول بينهم وبين حسن الخاتمة، علموا أن العبرة بالخواتيم وأن الخواتيم ميراث السوابق ، فأظمؤوا في نهارهم وأسهروا في ليلهم وأطالوا سجودهم وبكاءهم. ورحم الله الحسن البصري حيث يقول: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِلٌ خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن»...

فكيف يأمن المؤمن من عذاب الله وهو يعلم أن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء ثَبّته، وإن شاء قَلَبَه؟ وقد قيل: إن قلوب الأبرار معلقة بالخواتيم، يقولون: بماذا يُخْتَم لنا؟ وقلوب المقربين معلقة بالسوابق يقولون: ماذا سبق لنا؟

فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» رواه مسلم.

وبكى بعض الصحابة عند موته فسئل عن ذلك فقال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله قبض خلقه قبضتين فقال: هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، ولا أدري في أيٍّ من القبضتين كنت».

وعندما كان معاذ بن جبل على فراش الموت قال لإخوانه من الصحابة: انظروا هل أصبح الصباح؟ قالوا: لا، قال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار، ثم بكى وقال: يا رب إنك تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك.

فمن لم يتقطّع قلبه حسرات على ما فرط في حياته سيتقطع قلبه عند وفاته ويستحق قوله تعالى: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67]!

فليكن الخوف من سوء الخاتمة نُصْب أعيننا، وليكن باعثاً لنا على الاستزادة من الطاعة والعمل الصالح، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة» رواه الترمذي.

فلنكن ياعباد الله ممن يحظى بحسن الخاتمة، من الذين قال الله تعالى عنهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. لنتقِ الله ونبتعد عن كل ما يغضبه، لنطهر قلوبنا من الرياء والعُجْب والكبر والحسد والحقد والضغينة والبغضاء، لنطهر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان، حتى نكون ممن يبشَّر بالنجاة ويحب لقاء الله فيحب الله لقاءه.

واليوم كلنا نوصي بعضنا بعضنا،بالاستزاد من الطاعة والعمل الصالح،لنضع لانفسنا ان هذا اليوم اخر يوم في اعمارنا فاالنحسن فيه العمل،ولنختار لانفسنا الاعمال التي نحب ان نلقى الله فيها

نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاه، وأن يكون آخر كلامنا عند مماتنا «لا إله إلا الله، محمد رسول اللهﷺ».

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم، وأعلموا أنه لا إله الا اللهُ واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات،من كل ذنب فستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيه
الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولاء ان هدانا الله،ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمد عبدالله ورسوله ﷺ
اما بعد عباد الله
إن الخاتمة في كل شي هي ميزان العبد،في كل عمل يعمله...
لنحرص ياأحبتي في الله أن نبدأ يومنا بالاستغفار ونختمها بالاستغفار وذكر الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر،ونصرة المظلوم،وكف الظالم..

لنستغل يومنا بالبدء بصلاة الفجر ونختمها بصلاة الوتر،لعلنا نرفع الى السماء من الذين قال عنهم ﷺ عندما سئل الله ملائكته كيف وجدتم عبادي(قالوا اتيناهم وهم يصلون،وتركناهم وهم يصلون) أفلا نفتخر أن تشهد لنا ملائكة الرحمن.

لنتذكر ياأحبتي  أننا كلنا أخوان من ذكر وأنثى لافرق بيننا الا بالتقوى،فلماذا نتباغض ونتناحر على عرض من الدنيا قليل لا تساوي عند الله جناح بعوضه،
لنعرف اننا نفس بشريه لا يبقى لنا الا ماقدمنا من الاعمال الصالحات، فلنقدم ماستطعنا الى ذالك سبيلا الى جيراننا الى احبائنا الى أصدقائنا

لنترك الشقاق والخلاف وكل أسباب التفرقه والتمييز ولنكون يد واحده،من أخطأ منا قومناه،ومن أحسن شكرناه،ومن غاب ذكرناه بالخير،ومن حضر وقرناه وأحترمناه...

لنختم أيامنا وليالينا بحب بعضنا بعضا،ولنتكاتف فيما بيننا ولنتراحم فيما بيننا لاندري هل سنلقي بعضنا بعضاً بعد هذه الساعه،ام اننا سنكون تحت أطباق التراب

لنبدأ ولنختم،ايامنا واعمارنا بحسن الختام،من التعامل والتكافل والتعاضد والاخاء والمحبه والمروءة والشهامة والكرم والجود...

فلنعلم اننا راحلون ومسافرون ولا يبقى لنا الا العمل الصالح،فاللهم اجعلنا من عبادك المتقين الصالحين المصلحين،المخبتين المنبين...
صلوا على البشير النذير،والسراج المنير رسول رب العالمين عملاً بقول الله العزيز الحكيم(إن الله وملائكته يصلون على النبي يايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحابته اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وعنا نعهم برحمتك يارحم الراحمين.

اللهم اجعل إجتماعنا إجتماعاً مرحوما،وتفرقنا من بعده تفرقاً مباركاً معصوما،ولا تجعل اللهم فينا ولا منا شقياً ولا ضالاً ولا محروما،ولا عن بابك مطرودا

اللهم أختم لنا بخير المختم،واجعل ماقدمنا من أعمالنا خالصة لوجهك الكريم الاكرم،،
اللهم أن نستودعك أخوان لنا فارقونا فاللهم اعطهم اضعاف مناهم ورجائهم،ونودع أخوناً لنا فيك،ونحن مشتاقون لهم،نسالك اللهم يارب أن تجمعنا بهم على خير وإحسان،وانا تجعلنا ومن قال آمين من رفقاء سيد الانام،في جنات الرضوان،الشاربون من الكوثر الزلال

اللهم اصلح احوال المسلمين في مكان،اللهم اصلح فساد قلوبنا،وأحسن لنا في ختام اعمالنا واعمارنا ،واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فذكروا الله العلي العظيم يذكركم وشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون
واقم الصلاة
خطبتي في مسجد زين العابدين - صنعاء
بتاريخ1440/11/16
الموافق2019/7/19
🖋مدونة القاضي/بلال حسن عبدالله محمد الهاشمي B~A⚖️
لمتابعة مدونتي الشخصية
https://bilalalhashimy7700b.blogspot.com/
لمتابعة قناتي على التلجرام
https://t.me/bilalalhashimy7700/4

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خدمة السجل التجاري

مساجد صنعاء

نظرية الدفوع في القانون اليمني