خطبة بعنوان"#هادم_اللذات"
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه الله يقين الموت فصلوات ربي وسلامه عليه
ثم اما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل،وتذكروا يوم الحشر والمعاد(كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون)

الاحباب الكرام عباد الله أعيش معكم في هذه الدقائق المباركة بعنوان  "هادم اللذات"

أيها الاحباب الكرام، نتحدث دائماً عن الصلاة والصيام والعبادات والمعاملات، والمصالح والمكاسب والمناصب والوزارات، ولكن هل تذكرنا يوماً المقر والمنزل الذي يستوي فيه الغني والفقير والرئيس والمرؤس،المنزل الذي لا يرتاح فيه الا من استعد وتجهز واعد العدة له،،اليوم نتحدث عن هذا المنزل للنظر هل نحن مستعدون للتسليم لهذا اليوم،ام اننا سنقول رب ارجعون.

عباد الله تأملوا معي قول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران 185 
كل نفس ذائقة الموت،لا إله الله كلنا الى التراب،مهما تعمرنا،،هنا وقفة لنا لنتذكر أنه لا يبقى في هذا الوجود الا الله سبحانه وتعالى({ وَيَبْقٰى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلٰلِ وَالْإِكْرَامِ }[ سورة الرحمن : 27 ]،   يجب علينا عباد الله أن نقف مع انفسنا وقفة محاسبه لنعلم اننا مسافرون،فماذا أعددنا لسفرنا،ماذا تزودنا لسفرنا...
سـفـري بـعـيـد وزادي لا يـبـلـغـنـي
وقواي قد ضعفت والموت يطلبني

ماذا أعددنا لطالب الموت،الموت ياعباد الله لا يفرق بين صغير ولا كبير،ولا رجل ولا مرأه،ولا شريف ولا وضيع({ وَجَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ }[ سورة ق : 19 ]
{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }[ سورة الأعراف : 34 ]

فالانسان مهما تعمر في الحياة ومها كثر ماله،ومهما زاد علمه،مرده الا التراب(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) الانعام 61،
( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) الجمعة:8 
لا مفر من الموت،ياجبار تذكر،لا مفر من الموت ياظالم تذكر، لا مفر من الموت ياباغي فتذكر...

أيها المؤمنون عباد الله
الموت حقيقة يدركها كل إنسان ، وواقع لا ينكره عاقل ، فقد كتب الله على خلقه الفناء ،
ولله ذي العزة والجبروت والبقاء ، فلا بقاء إلا للملك الحى الذى لا يموت  فسبحان من تفرد بِالْعِزَّةِ والكبرياء، وطوق عباده بطوق الفناء وفرقهم بِمَا كتب عَلَيْهِ من السَّعَادَة والشقاء وَجعل الْمَوْت مخلصا لأوليائه السُّعَدَاء ، وهلاكا لأعدائه الأشقياء

والموت نهاية كل حي قال الله تعالى:
(لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) القصص:88

وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكثر من ذكر الموت ،  كما في الحديث الصحيح الذى رواه الترمذي   عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَكْثِرُوا ذِكْرَ هاذم اللَّذَّاتِ ». يَعْنِى الْمَوْتَ))

والنَّاس ياعباد الله فِي ذكر الْمَوْت على ضروب وأصناف،
فَمنهمْ المنهمك فِي لذَّاته المثابر على شهواته ، لَا يخْطر الْمَوْت لَهُ على بَال ، وَلَا يحدث نَفسه بِزَوَال ، ولا يذكر الدار الآخرة ، لأنه مفتون بالدنيا وشهواتها ، وَاتخذ إلهه هَوَاهُ فأصمه ذَلِك وأعماه وأهلكه وأرداه

وَصنف آخر وَقَلِيل مَا هم  ، من أزيل من عينه قذاها ، وكشف عَن بصيرته عماها ، وَعرضت عَلَيْهِ الْحَقِيقَة فرآها ، فلبى الْمُنَادِي وَأجَاب الدَّاعِي وشمر لتلافي مَا فَاتَ ، وتأهب لهجوم الْمَمَات، والانتقال إِلَى محلّة الْأَمْوَات

وَمَعَ هَذَا ،فَإِنَّهُ يكره الْمَوْت ، ولكنه لا يكره الْمَوْت لذاته وَلَا لِأَنَّهُ هَادِم للذاته ، وَلَكِن ، يخَاف أَن يقطعهُ عَن الاستعداد ليَوْم الْمعَاد ، والاكتساب ليَوْم الْحساب ،

فاذكروا الموت والسكرات، وحشرجة الروح والزفرات، اذكروا هول المطَّلعَ.

قيل أن من أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث:
تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة.

ومن نسي الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضى بالكفاف، والتكاسل في العبادة.

فَتَذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويمنع الركون إلى الدنيا، ويهون المصائب. فتذكروا الموت لعلكم تسلمون من حسرة الفوت.

أيها الاحباب الكرام عباد الله
إعلموا أن دنياكم مهما طالت فهي قصيرة.. ومهما عظمت فهي حقيرة.. لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر.. ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.

وللموت سكرات وشدة روى البخاري (أَنَّ عَائِشَةَ – رضى الله عنها – كَانَتْ تَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهَ – صلى الله عليه وسلم – كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ – أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِى الْمَاءِ ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ وَيَقُولُ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ » .

نعم (إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ » وما أدراك ما السكرات..! وما أدراك ما الكربات ،

سأل عمر بن الخطاب كعبا عن الموت فقال له كعب: يا أمير المؤمنين كغصن كثيرة أشواكه، أدخلت في جوف رجل فأصاب كل شوكة كل عرق فيه، ثم نزعت منه مرة واحدة، أبقى منه ما أبقى وأخذ منه ما أخذ ،

وذكر أن أحدهم عند احتضاره قيل له: كيف تجد نفسك؟
قال: أجد أن السماء أطبقت على الأرض، وكأني أتنفس من ثقب إبرة.

وفي هذه اللحظات يريد الشيطان أن يضلك عن كلمة الإخلاص” لا إله إلا الله “،

فإن كنت مؤمنا ثبتك الله ، قال الله تعالى :
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) ( إبراهيم: 27 ) .

ومهما كان الانسان يذكر الموت فلا يتمناه، فقد روى البخاري في صحيحه (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم –
« لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي »

وفى الصحيحين  (  عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ
« مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ » .
قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ « لَيْسَ ذَاكَ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ،،،اللهم اجعلنا ممن نحب لقاء الله ويحب الله لقائنا.

قيل وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ » .فمن كان عمله صالحاً احب لقاء الله واحب الله لقائه،ومن كان عمله سيئاً كره لقاء الله وكره الله لقائه.

جعلني الله واياكم ممن يبشرون بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان،وجنات تجري من تحتها الانهار...

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم، وأعلموا أنه لا إله الا اللهُ واستغفر لذنبك، وللمؤمنين والمؤمنات،من كل ذنب فستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيه
الحمد لله رب العالمين . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله..
اما بعد عباد الله

علينا عباد الله أن نتذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات،ولنسأل أنفسنا ماذا أعددنا لأول منازل الاخرة،ولنتذكر هنا قوله ﷺ(« إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ

ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ – قَالَ – فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِى ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ –

قَالَ – فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ –  عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِى الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِى فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى –

قَالَ – فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنَ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الإِسْلاَمُ. فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ . فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ .

فَيُنَادِى مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِى فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ – قَالَ – فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ – قَالَ – وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ،رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي [نسأل الله سبحانه وتعالى ان نكون من عباده المؤمنين الصالحين المتقين]

قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِى انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمُ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ – قَالَ – فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ ». ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-(لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ)
« فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحاً ». ثُمَّ قَرَأَ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)

« فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ لاَ أَدْرِى.
فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ  لاَ أَدْرِى.
فَيَقُولاَنِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِى بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ  لاَ أَدْرِى.
فَيُنَادِى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِى كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ ».)،[نعوذ بالله ان نكون من هذا الصنف]

فالموت هو نهاية الانسان في الحياه،والقبر اول منازل الاخرة فإن نجا منه الانسان فهو في سعاده،،،  فالقبر ياعباد الله  ليس موت فقط فقد يعذب فيه الميت الى يوم القيامه
ولــو أنــا إذا مــتــنا تـركنا
لكان الموت راحة كل حي
ولــكــنـا اذا مـتـنـا بعـثـنا
ونسئل بعده عن كل شـي
فعلينا عباد الله أن نتزود لهذا اليوم، وان نتجهز لهذا اليوم، وان نعمل لانفسنا أعمالاً تنفعنا بعد الممات، وتنجينا من العقاب، وتسهل علينا الزفرات والشهقات
ولنعلم أن أكثر مايعين الانسان على الاستعداد للموت هو ذكر الموت في كل الاحوال،وكذالك الصدقات والقربات الجاريات،وقد ضربتم أروع الامثلة في الانفاق لهذا المسجد وتشيده،وقد جمع في الجمعة الماضية مايقارب 48الف ريال،ومازالت أبواب التبرع مفتوح لمن أراد في أي وقت من الاوقات،فنحن على درب هولاء سائرون،ولهم ولمثلهم نقول أبشرون، فخيركم ينمى نماءٌ مضمون،وأفعال الخير ليس لها مانعون،ولمثل هذا فاليتنافس المتنافسون،وليسعى الساعون ولينفق المنفقون،قبل أن نقول رب ارجعون،فأصدق واكن من الصالحين،

وصلوا عباد الله على من انزل عليه الكتاب، ونعت بالموت في محكم الايات صلوا عليه لتحضوا بالشفاعة يوم الزحام(إن الله وملائكته يصلون على النبي، ياأيها الذين أمنوا صلوا عليها وسلموا تسليما)،
اللهم صل وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحابته الكرام، وعلى التابعين الابرار وعنا معهم برحمتك ياارحم الراحمين

اللهم هون علينا سكرات الموت، وأعنا على التزود لما بعد الموت يارب العالمين

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم أحيينا مادامت الحياة خيراً لنا،وأمتنا مادام الممات خير لنا،وإذا أردت بعبادك فتنة فقبضنا اليك غير مفتونين،،،اللهم لا تفتنا في ديننا،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا،ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا مالا يخافك فينا ولا يرحمنا

اللهم اعز الاسلام والمسلمين، واذل الشرك والمشركين، ونجنا من الجببارة والظالمين، وكتبنا مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين، واحسن لنا الختام، وتوفنا على دين الايمان والاسلام، وغفر لنا يوم يحشر الثقلان

اللهم ياذا الحبل المتين والامر الرشيد نسألك الامن يوم الوعيد، والجنة حيث الخلود، مع المقربين الشهود الركع السجود،الموفون بالعهود انك رحيم ودود وتفعل ما تريد

ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنه وقنا عذاب النار

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
فذكروا الله العلي العظيم يذكركم وشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتصنعون
واقم الصلاة
خطبتي في مسجد زين العابدين - صنعاء
بتاريخ1440/11/9
الموافق2019/7/12
🖋مدونة القاضي/بلال حسن عبدالله محمد الهاشمي B~A⚖️
لمتابعة مدونتي الشخصية
https://bilalalhashimy7700b.blogspot.com/
لمتابعة قناتي على التلجرام
https://t.me/bilalalhashimy7700/4

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خدمة السجل التجاري

مساجد صنعاء

نظرية الدفوع في القانون اليمني