المولد النبوي الشريف

خطبة بعنوان "المولد النبوي الشريف"
الخطبة الاولى
الـحـمـد لله الـمـتـصـف سـبـحـانـه بـالـعـزة والـعـظمة
والـجـلال،الـقـيـوم الـحـق الأزلـي الـدائـم بـغير زوال،
الـمـتفـضـل عـلـى عباده بجلائل النعم الكبير المتعال،
نـحـمـده تـبـارك وتـعـالى بالغدو والآصال،ونعوذ بنور
وجـهـه الـكـريـم مـن ظلمات الشك والشرك والضلال،
ونـسـألـه الـسـلامـة مـن جـاه أو مـال هو علينا وبال،
ونـرجـوه الـعـصـمـة مـن قـيل وقال ومذلة السؤال...

وأشـهـد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريـك لــه بـعـث
رسـوله محمداً بالحق بشيراً ونذيراً وداعياً إليه بإذنه
وسـراجـاً مـنيـراً فـأخـرج بـه مـن الـظلمات إلى النور
وهدى به خلقاً كثيراً ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ
وَدِيـنِ الْـحَـقِّ لِـيُـظْـهِـرَهُ عَـلَـى الـدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ
شَهِيدًا ﴾ [الفتح:28 ].

وأشـهـد أن سـيـدنـا مـحـمـدًا عـبـده ورسـولـه كـريـم
الخصال،الطاهر المطهر الموافق فعله لما سنَّ وقال...
القاضـي بالقسط والقاسم بالعدل وما عن الحق مال،
خـيـر البرية أتقاها وأعدلها سيد الرجال، المهاجر في
سبيل الله بدينه تاركًا الأهل والمال...

وُلِـــدَ الـــهُـــدى فَــالـكـائِناتُ ضِياءُ
وَفَـــمُ الــــزَمـــانِ تَــبَــسُّــمٌ وَثَـنـاءُ
الـــــروحُ وَالــــمَـــلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ
لِـلـــــديـنِ وَالـــــدُنـيـا بِــهِ بُــشَـراءُ
يـا خَـيـرَ مَن جـاءَ الـوُجـودَ تَـحِـيَّـةً
مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جـاؤوا
بِـــكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ الـسَـمـاءَ فَـزُيِّـنَــت
وَتَـضَــوَّعَــت مِــســكــاً بِـكَ الغَبراءُ
ذُعِــرَت عُـروشُ الـظـالِمينَ فَزُلزِلَت
وَعَــلَـت عَــلــى تـيـجـانِـهِـم أَصـداءُ

صلى الله وبـارك وكـرم وتـحـنـن وترحم عليك يانبي
الـرحمة المـهداه والنـعمة المزكاة،وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: عباد الله ..أوصـيـكـم ونـفـسـي بـتـقـوى الله
اتـقـو الله خـضـوعـاً ومـتثالاً بكراً واصلاً عزاً واجلالاً
{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ
اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَـكْفُـرُوا فَـإِنَّ لِلَّهِ مَـا فِى السَّمٰوٰتِ وَمَا
فِى الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}سورة النساء:131

الأحباب الـكـرام عـبـاد الله أعـيـش مـعـكـم فـي هذه الـدقـائـق الـمـباركـة بعنوان "المولد النبوي الشريف"
الاحباب الكرام عباد الله، فـي شـهـر ربـيـع الأول مـن
كـل عـام تـهـل عـلينـا مناسبة عظيمة، مناسبة المولد
النبوي الشريف
ويعد يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أسعـد
يـوم فـي تـاريـخ الـبـشـريـة؛لأنـهـا كـانـت فـي طريق
الانـتـحـار، فـقـد نـسـى الإنـسـان خـالقه فنسى نفسه
ومصيره، وفـقـد رشده ورسالته التي خلق من أجلها،
ومـن ثـم اسـتمرأت البشرية حياة الوثنية، وسيطرت
عليها مـظـاهـر الجـهـالة والـضـلالة، والفساد، وفقدت
الـرسـالات الـسمـاوية السابقة التى جاءت للناس من
قـبـل،فـقـد طرأ عليها أيدي أتباعها التحريف والتغير،
وتسربـت إليها مـفاهيـم العـنصرية والوثنية، فلم تعد
خالصة للهداية والصلاح والعيش الكريم.

وكـان العالم قبل مولده ﷺفى حاجة ماسة إلى نبي
يـرسـلـه الله بـعـقـيـدة يـقـتـلـع بـهـا جـذور الـفـسـاد،
ويستأصل شآفة الوثنية ويرسخ عقيدة التوحيد فى
أعماق النفس؛لتولد من جديد ولادة تسلك بها طريق
السعادة فى الدنيا والآخرة.

فـصـطـفـى الله تـعـالـى لـهـذه الامـة رسـول الـهـداية
صاحب الحوض المورود واللواء المعقود، اول شفيع
وأول مشفع، وأول من يشق عنه القبر، أرسـله للقيام
بـوظائـف مـحـددة ،يـكـون عـلـيـه واجـب القيام بها،
فكان من وظائفه ﷺ
-البلاغ المبين:
وهـذه الـوظـيـفـة بالـضـرورة هـي المـهمـة الأساسية
للرسل إذ ما بعثهم الله تعالى إلا لإبلاغ الناس ما نزل
إلـيهـم مـن ربـهـم .
قال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَـمْ تَـفْـعَـلْ فَـمَـا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾المائدة:67].

والـبـلاغ يـحـتـاج إلـى الـشـجـاعة وعدم الخوف من
الـنـاس لأن الـرسـول يـأتـي بمـا يخالف أهواء الناس
ويـهـدد مـركـز قـادتـهـم وكـبـراءهم المسيطرون على
الـنـاس بـالـبـاطـل ويأمرهم بما يستنكرون ويكرهون
لأنه خلاف ما اعتادوه.

لذلك امـتـدح الله تـعالى رسله قائلا: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ
رِسَــالَاتِ اللَّهِ وَيَـخْـشَـوْنَـهُ وَلَا يَـخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب:39]

كذالك من وظائف الرسل
-دعوة الناس إلى الدين الحق بـبيان ما يجب عليهم:
وهـذه الوظـيفـة تـعـد من كمال البلاغ لذلك قال الله
تـعـالى: ﴿ وَمَـــا عَــــلَـــى الـرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾
[العنكبوت: 18].
والـرسـل يـقـومـون بـتـعـلـيـم الناس شئون عباداتهم
وشـعـائـرهـم مـن صـلاة وصيام وحج وزكاة وأحكام
هـذه الـعـبـادات مـع التـطـبيـق العملي النموذجي من
الـرسـول كـمـا قــال الـرسـول صـلـى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلى) أخرجه البخاري.
وقـال صـلـى الله عـلـيه وسلم في حجة الوداع التي
مـات بـعـدهـا: (يـا أيـهـا الـناس خذوا عني مناسككم
فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا) رَوَاهُ أَحْمَدُ ومُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
فـهذه الايام أيام مولدهﷺنتذكر سيرته ونأتمر بأمره ونجتنب نواهيه ونسير على دربه ﷺ.

والـرسـل فـي جـمـيـع مـا يـدعون الناس إليه يمثلون
الـقـدوة الحسنة والمثال المحتذى فهم يلتزمون بكل
مـا يـأمـرون الناس به ويجعلونه سلوكا عاما لهم في
حـياتهم لذلك قال الله تعالى بعد أن سرد سيرة كثير
مـن الأنبياء فـي الـقـرآن الـكريم قال مخاطبا رسوله
الـكـريـم محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ ﴾ [الأنعام:90]

وقـال مـخـاطـبـا أمـة مـحـمـد صـلى الله عليه وسلم
والـنـاس أجـمـعـيـن: ﴿ لَـقَـدْ كَـانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْـوَةٌ حَـسَنَـةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب:21]

أيها المسلمون عباد الله لـمـا كـانـت الـغاية الأساسية
مـن وجود الإنسان في حياته الدنيا هي طاعة أوامر
الله تـعـالـى واجتناب نواهيه وكانت رسل الله تعالى
هي المبينة لتلك الأحكام والمبلغة عن الله تعالى لزم
أن تـكـون من مهام الرسل الكرام عليهم السلام مهمة
الـتـبـشـير لمن اتبع أوامر الله تعالى بالفوز الكبير في
الـدنـيـا والآخـرة والإنـذار لـمن خالف أوامره بالوعيد
الشديد والعذاب الأليم في الآخرة حتى تقوم الحجة
عـلـى الـنـاس كـمـا قـال الله تـعـالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:165]
وهـذه الـوظـيفـة تـقتـضـيهـا حكمة الله تعالى وكمال
عدله ولطفه بعباده إذ إنه لا يتركهم سدي حتى يبين
لهم ما يتقون فلا يؤخذون على حين غرة وغفلة بل
كـمـا قـال الله تـعـالـى: ﴿ لِـيَـهْـلِكَ مَـنْ هَـلَكَ عَـنْ بَيِّنَةٍ
وَيَـحْـيَـىٰ مَـنْ حَـيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾
[الأنفال:42]

كذالك من وظائف ومهمات الرسل
-تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة:
فـلـقـد خـلـق الله تـعـالـى عباده حنفاء ولكن جاءتهم
الشـياطيـن فـاجتالتهم وانحرفوا عن الفطرة السليمة
الـتـي كـانـوا عـليـهـا ولا تزال شياطين الجن والإنس
يـزينون لهم الباطل ويثيرون فيهم الشبه والضلالات
ولأجــل ذلك يــرسـل الله تعالى رحمة منه رسله كلما
زاغ الـنـاس عـن الـطـريـق الـمستقيم قال الله تعالى:
﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴾ [البقرة:213]
أي كـان الـنـاس أمـة واحـدة عـلـى التوحيد والإيمان
وعـبادة الله تعالى وحده فاختلفوا فأرسل الله تعالى
النبيين مبشرين ومنذرين.

ودعوة الرسل جميعا تقوم على التوحيد الخالص لله
تـعـالـى إلا أن كـل رسـول يـخـتص بتقويم الانحراف
الـحـادث فـي عصره وموطنه ذلك أن الانحراف على
الـصـراط الـمـستقيم يختلف باختلاف ظروف الزمان
والمكان.

وقـد جـاءت رسـالـة الإسـلام – حـتـى تـنـاسب ختم
الـرسـالات – جـاءت مـرنة تـصـلح لـكل زمان ومكان
وبـيـان ذلك أن العقائد والعبادات في الإسلام جاءت
بها نـصوص قطعية مفصلة ثابتة لا تقبل التبديل ولا
التـعـديل لأن العـقائد والعـبـادات فـي ذاتـها لا تتبدل
بـتـبـدل الـزمان ولا تختلف باختلاف الأعراف كما أن
هـيـئـات الـعـبـادات مـنـاسـبـة لـكـل البـشر في جميع
الــــعـــــصــــور.
واقـتـضـت حكمة الله تعالى ختم الرسالات بالإسلام
كـمـا قـال الله تعالى: ﴿ وَمَـنْ يَـبْـتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا
فَـلَنْ يُـقْبَـلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].
وقــال تـعـالـى: ﴿ الْـيَـوْمَ أَكْـمَـلْـتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾.[المائدة:3]

وقـد تـرسـخـت هذه القيم العالية والأهداف السامية
في قـلـوب الـصـحـابة والتابعين،والسلف الصالح،الى
عـصـرنا اليوم ممن مازالوا متمسكين بالعروة الوثقى
والدين القويم.

وكذالك من وظائف الأنبياء والرسل
-إقامة الدول وتنظيم شؤونها ومبادئها
كـان الأنبـياء صلوات الله علـيهم، يقيمون الدول على الـعـدل والمساواه، وينظمون شؤنها ومبادئها فالدولة
فـي مفـهوم الإسـلام تـقوم على أسس ومبادئ وقيم
يـلتـزم بـهـا كـل مـن الحاكم والمحكوم وليس لحاكم
عـصـمـة فـي أن يـفعـل ما يـشاء أو أن يتفرد بسلطة
التشريع بـاسـم النيابة عـن الله تعالى ولا يتحكم في
رقـاب الـعـبـاد وعـلى الـشـعب بأي مسمى أخر بل هـو
مأمـور بالمشاورة وأخذ الرأي في القضايا التي تمس
جـمـوع الأمـة ويـلـتـزم فـيها برأي الأمة المسلمة ولو
كـان رأيـهـم خـلافـا لرأيه هو كما قال الله تعالى آمرا
رسوله ﷺ: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ آل عمران:159]
وقال تعالى ﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ﴾ [الـشورى:38].

فـنـجـح الانـبـيـاء فـي تـدبير شؤن الناس بهذا العمل
الذي يتعاون فيه الحاكم والمحكوم لمصلحة انفسهم
وشعوبهم،في مرضات الله سبحانه وتعالى،بل عندما
يكونوا صالحين يورثهم الله الأرض كمـا قـال تـعـالى
{ وَلَـقَـدْ كَتَـبْـنَا فِـى الـزَّبُـورِ مِـنۢ بَعْـدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ
يَـرِثُهَا عِـــبَـادِىَ الـصّٰلِحُونَ }[ سورة الأنبياء : 105 ].
اللهم اجعلنا من ورثة أرضك،ومن ورثة جنة الـنعـيم.

بـارك الله لـي ولـكـم فـي الـقـرآن الـعـظـيـم، ونـفعني
وإيـاكـم بـما فيه من الايات والذكر الحكيم، وأعاذني
وإيـاكـم مـن الـشـيطـان الرجيم، وثبتني وإياكم على
الـصـراط المستقيم، قلت ماسمعتم وأعلموا أنه لا إله
الا اللهُ ربكم،فاستغفر لذنوبكم،وللمؤمنين والمؤمنات
انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانيه
الـحـمـدلله وحـده ونـشـهـد أن لا اله الا الله وحده لا
شـريـك لـه، ونـشـهد أن محمداً عبدالله ورسوله ﷺ.
ثم أما بعد عباد الله
مع مولد الحبيب المصطفى ﷺ،يجب علينا إن كنا نحبه حقاً أن
-نؤمن به صلى الله عليه وسـلـم: فالإيـمـان بـه صلى
الله عليه وسلم مـن أركـان الإيـمـان الـتي يجب على
المسلم الإيمان بها،

-كذالك محبته صلى الله عليه وسـلـم: وهـذا حق من حقوقه صلى الله عـليـه وسـلـم علـى أمـته، وواجـب
عليهم أيضاً، فينتفي الإيمان بعـدم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتكون محبتهﷺ بطاعته وتـصديق
ماأخبر عنه وتوقيره وتعظيمه عند ذكره صلوات الله
وسلامه عليه ماتعاقب الليل والنهار.

-كذالك واجبنا تجاهه ﷺ نصرته والغيرة على ديـنـه
إنَّ الـغــيـرةَ عـلـى ديـنِ الله وحُـرمـاتـه، مـن صـفـاتِ
المؤمنين الأعزاء، فـهـي من مقتضياتِ الإيمان، تقوى
بـقـوته وتضـعفُ بضعفه، وتفقدُ الغيرة حيثُ لا يكون
القلبُ مؤمناً، (المؤمنُ يغارُ واللهُ أشدُّ غيرة)، والغيرةُ هي الـتـألـمُ والـغـضبُ على حقٍّ يُهانُ ويُقهرُ، أوباطلٌ
يـحـمـى وينـصـرُ.

فـلقـد كان لبعثة الحبيب صلى الله عليه وسلم نتائج
مبهرة، فقد نقل الناس من حال إلى أحسن حال، من
ظـلام إلى نـور، ومـن ضـلال إلى هـداية، ومن تخبط
وحـيـرة إلى أمـن واطـمـئـنـان.

فـالواجـب عـلى كل مسلم الطاعة التامة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم والأخذ بكل ما جاء به والبــعد
عـن مـخـالفـته، والغيرة علي دين الله تعالى،وامتثال
امره واجـتـناب نـهيـه ،هـنا نكون أقمنا وحققنا المولد النبوي، هـنـا نـكـون اعـطيـنا الرسول حقه في مولده وعلينا ان نسـتـمـر عـليـها طوال حياتنا وبهذا يحصل
الفوز بالجنة والنجاة من النار.
فـنـسـأل الله الـعـظـيـم أن يوفقنا للعمل بطاعته وأن
يـحـشرنا تحت لواء حبيبه المصطفي صلى الله عليه وسلم،
وصـلـو وسـلموا على من امركم الله بالصلاة والسلام
عليه عموماّ بقوله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون
عـلـى الـنبـي يـاايـهـا الـذين امنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما)
اللـهـم صـلـي وسـلـم عـلى عبدك وعلى اله وصحابته
اجمعين
اللـهم انا أوكلنا اليك حياتنا وفوضنا اليك امرنا وانت
حـسـبـنا ونـعـم الوكيل نبرأو اليك مما يفعله السفهاء
منا يارب العالمين

اللـهـم ارخـص اسـعـارنـا وغـزر امـطارنا وهدي ضالنا
وحائرنا وردنا اليك رداً جميلا

اللـهـم عـلـيـك باليــهــود والــنـصـارى ومـن هـاودهـم
ونـاصـرهـم وسـاعـدهم وساندهم ووقف بصفهم مـن
الداخل والخارج يارب العالمين
اللـهـم عـلـيـك بـمن تحالف وتآمر واعتدى على اليمن
وقـتـل اليمنين واستباح دمائهم واموالهم واعراضهم
يارب العالمين
اللـهـم عـلـيـك بـالامـريـكـيـن والاسـرائـلين الغاشمين
والـغـاصـبـيـن والـمـحـتـلـيـن والـمـعـتـديـن والـقـتـلة
والمـجرمين اللهم زلزل اركانهم وهدم بنيانهم ونسف
مـعـاقلهم وحبك سلاسلهم وجعل الدائرة تدور عليهم يارب العالمين

اللهم لا تـخـرجنا مـن هـذا المـقام وفـي هـذه الـساعة
المـباركـة، الا وقد رفعت عنا ظلم الظالمين، وجبروت
الطغاة المستبدين، وعدوان المعتدين،ومكر الماكرين
وحـقـد الـحـاقـدين يـامـغيـث الـمستـغيثين ويـامجير
الـمسـتجـيريـن ويـاسامـع دعـوة المضــطرين، أغلقت
الأبـواب وبابـك لا يغـلق، وشحت أيدي الناس ويديك
مـاشـحـت، وظَـلم الـنـاس وأنت وحدك لا تظلم، نرفع
الـيـك أكـفـنا، نسألك لا تردنا خائبين ولا خـاسرين ولا
عن بابك مطرودين يارب العالمين.

عِـبَـاد الله إن الله يـأمـر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي
الـقـربـى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم
لعلكم تذكرون
فــذكـروا الله الـعـلـي العـظـيم يذكركم وشكروه على
نـعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلـم ماتـصـنعـون.
واقم الصلاة
خطبتي في مسجد زين العابدين - صنعاء
بتاريخ1441/3/4
الموافق2019/11/1
🖋مدونة القاضي/بلال حسن عبدالله محمد الهاشمي B~A⚖️

#مُسْتَمِرُون...B~A

لِمُتَابَعَة مدونتي الشَّخْصِيَّة
https://bilalalhashimy7700b.blogspot.com/
لِمُتَابَعَة قَنَاتي عَلَى التلجرام
https://t.me/bilalalhashimy7700/4/
للــــــتـــواصــــــل واتـــــســـــاب
https://wa.me/967770072262

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خدمة السجل التجاري

مساجد صنعاء

نظرية الدفوع في القانون اليمني