اللجو الى الله
#خطبة_بعنوان"اللجو الى الله هو النجاة"
#الخطبة_الأولى:
الـحمـدلله الـذي لا يـحـمـد غـيـره، ولا يـسـتـعـان ولا
يستنصر إلا به، يعز من يشاء ويذل من يشاء ويبتلي
من يشاء ويشفي من يشاء وهو على كل شيء قدير
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له
يَـا رَبّ فِـي القَلبِ هـمٌّ ليسَ يَـرفَعُهُ
إلَّاكَ يَـا كـاشِـفَ الأحـزَانِ وَالــكُـربِ
يَـستَـأسِـدُ الـهَمُّ فِي صَدرِي فَأدفَعُهُ
بالذِّكرِ وَالدَّمعِ والإلحَاحِ فِي الطَّلبِ
هَـذَا الـرَّجـاءُ وهَـذا الـبَـوحُ تَـسْمَعُهُ
فـلا تُـخـيِّـبْـهُ وَاحـلُلْ عُـقدَةَ التَّعَبِ
وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله ﷺ
صلوا على خـيـر البرية تغنموا
عـشـرًا يُصَلِّيهَا الْمَلِيكُ الأعظمُ
مـن زادهـا ربــي يـفـرّج هـمُـه
والذنب يعفى، والنفوس تُنَعم
أوصـيكـم ونفـسـي بـتقـوى الله، والعودة اليه واللجو
اليه والتمسك بحبله المتين وصراطه المستقيم.
أيـهـا الأحـباب الكرام عباد الله أعيش معكم في هذه
الدقائق المباركة بعنوان "#اللجو_الى_الله"
أيـهـا الأحـبـاب الـكـرام عـبـاد الله العالم كله تتساقط
دمعاته وتـخـور قـواه ويـخـسـر أمـوالـه فـي مواجهة
قدرة الله لكنه عجز عن ذالك!!
لقد عجـز الطبيب وحار اللبيب وبكى الصغير والكبير
والـغنـي والفقير والمواطن والأمير والرئيس والوزير
ولا حول للعباد ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أمـام مـا نشهده مـن خطب جلل، والم مرير يجب أن
نقـف مع أنفسنا وقفة صدق ونسأل أنفسنا ما السبب
في هذا الخطب وما العلاج؟!
-قال تعالى{وَلَـقَـدْ أَرْسَـلْنَآ إِلٰىٓ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنٰهُم
بِالْبَأْسَآءِ وَالضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}[الأنعام:42].
إذاً مـا يصيبنا من كوارث ومحن ومصائب سنجد أن
الإجابة هـي بسبب أخطأنا وذنوبنا ومعصيتنا وبعدنا
ونسياننا لله عزوجل.
لـذلك يـصيـبَـنـا اللـه بالـبـلايـا والمـحن لـنعود ونرجع
ونـتـوب إلـيـه سبحانه وتعالى وهذا يتضح من قوله
تعالى{لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.
أيـهـا الأحـبـاب الـكـرام اللـه تـعـالى يـصـيـبنا بالسراء
والـضـراء لنـتـضـرع، وعـنـدمـا نـتـضـرع وندعوا الله
ونبتهل بصدق يرفع عنا الـبـلايا والـمـحـن قال تعالى
{قُـلْ أَرَءَيْـتَـكُـمْ إِنْ أَتٰىكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ
أَغَـيْـرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صٰدِقِينَ}[الأنعام:40].
هـل لـنـا غـيـر اللـه نـلتجي إليه، ونرجوه ونطلب منه
كـشـف الـضـر الـذي نـزل بـنـا، تـأتـينا الإجابة من الله
العزيز الحكيم {بَـلْ إِيَّـاهُ تَـدْعُـونَ فَـيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ
إِلَـيْهِ إِن شَآءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ}[ الأنعام: 41].
نـعـم إيـاه نـدعـوا ونـتـضـرع ونـسـألـه العون والفرج
والمخرج، لأننا على يقين تام أنه مهما عصينا وأذنبنا
وعدنا إلى الله فإنه يقبل توبتنا ويغسل حوبتنا.
قـال ﷺ [إن اللـه عـز وجـل أفـرح بتوبة أحدكم منه
بضالته إذا وجدها] «صحيح»أخرجه مسلم
ويقول ﷺ[لا يـرد الـقـضـاء إلا الـدعـاء ولا يـزيد في
العمر إلا البر] «حسن»
لـكـن فلـنحـذر أن نـكـون مـن الـذين إذا جاءنا البأس
تـضـرعـنـا وإذا رفـع عـنـا عدنا الا غينا وهنا المصيبة
والكبيرة التي ليس لها من دون الله كاشفة.
-قال تعالى{فَـلَـوْلَآ إِذْ جَـآءَهُـم بَـأْسُـنَـا تَـضَرَّعُوا وَلٰكِن
قَـسَـتْ قُـلُـوبُهُـمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطٰنُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[الأنعام: 43].
أي نـتضـرع وقـت الـكـوارث فـيـرفـع الله عـنـا الـهـم
والضـيق والشر لكي نبقى على صلة به ولا ننساه ولا
يغوينا الشيطان ويعيدنا إلى غـينا الذي قد نجانا الله
منه...لكن هل فعلاً نثبتُ على قربنا وخشيتنا من الله
ننظر إلى القرآن ماذا قال:
-يقول المولى تبارك وتعالى{فَـلَمَّـا نَـسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِۦ
فَتَـحْـنَا عَلَيْـهِمْ أَبْـوٰبَ كُـلِّ شَـىْءٍ حَـتّٰىٓ إِذَا فَرِحُوا بِمَآ
أُوتُوٓا أَخَذْنٰهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}[الأنعام:44]
أي بـعـد أن فـرج الله عـنـا ورحـمـنا وكشف عنا الضر
تـمـادينا في معصيتنا وزدنا في غينا ونتهكنا حرمات
ربنا، أعطانا الله النعم {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوٰبَ كُلِّ شَىْءٍ}
وزدنـا غـيـاً وبطـشـاً لأنـنـا فـي رخـاء ونـعـمـة وهــي
بالأساس إمـهـال مـن الله وغفلة منا{حَتّٰىٓ إِذَا فَرِحُوا
بِمَآ أُوتُوٓا أَخَذْنٰهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ}
ولـذالك عنـدما يتمادى الانسان فإنه لا يضر إلا نفسه
فـهـو المـحـتاج الـذي لا يـسـتغـني عـن اللـه سبـحانه
وتـعـالـى أمـا نـحـن إن اسـتـكـبـرنـا وتكـبـرنا وسفكنا
وبـطـشـنـا فـقـد أتـانـا الـجـواب {يُـعَـذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
وَيَـسْـتَبْـدِلْ قَـوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْـًٔا ۗ وَاللَّهُ عَلٰى
كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ }[ سورة التوبة : 39 ].. لأن الله غني عنا وعن طاعتنا.
نـسـألـه تـبـارك وتـعـالـى أن يـكـون مـا أصـابـنا إبتلاء
وتمحيص لا إهلاك واستبدال.
بـارك الله لـي ولـكـم فـي الـقـرآن الـعـظـيـم، ونـفعني
وإيـاكـم بـما فيه من الايات والذكر الحكيم، وأعاذني
وإيـاكـم مـن الـشـيطـان الرجيم، وثبتني وإياكم على
الـصـراط المستقيم، وصرف عنا كل بلاء ووبـاء وداء
مليم، قــلــت مــاســمــعــتــم وأعــلــمــوا أنــه لا إلــه
الا اللهُ ربـكـم، فـاسـتغـفـروا لـذنـوبـكـم، وللـمـؤمـنين
والمؤمنات انه هو الغفور الرحيم.
#الخطبة_الثانية:
الـحـمدلله رافع البلاء ومجيب دعوة من دعى وقابل
التوب ممن أتى.
وأشـهـد أن لا إلـه إلا اللـه وأن محمد رسول الله ﷺ
أيـهـا الأحـبـاب الـكـرام عبـاد الله يجب علينا أن نقنع
أنـفـسـنا يـقيـناً لا يـقـبل الشك بأن ما أصابنا ليس إلا
بـسبـب ذنـوبـنـا ومـعـاصـينا ومجاهرة بلاد المسلمين
بالـمعـاصي بـعد الإيمان، وما أجمل الإعتراف بالذنب
{رَبَّنَا ظَلَـمْنَآ أَنفُـسَـنَا وَإِن لَّـمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ
مِنَ الْخٰسِرِينَ }[ سورة الأعراف : 23 ]
ولـذالك عـجـز الـعـالم عـن مـواجـهـة هـذا الفـيروس
الـخطـير لكن ربـمـا أن عـلاجه بأيدينا نحن المسلمين
والـوقايـة منه بأيدينا نحن المسلمين، ولذالك نتطرق
لعلاج هذا الوباء والوقاية منه:
1_التـضـرع والدعاء والعودة إليه قال تعالى{بَلْ إِيَّاهُ
تَـدْعُـونَ فَيَكْـشِفُ مَا تَـدْعُـونَ إِلَيْهِ إِن شَآءَ...} ولذالك
الـتضرع والدعاء هو العلاج الأول فيكشف ماتدعون
إليه، والله لا يرد من دعاه وعاد إليه.
وقـال ﷺ[مانـزل بـلاء إلا بـذنـب، ولا رفـع إلا بتوبة]
2_الإستغفار للذنوب قال تعالى{وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[ سورة الأنفال : 33 ]
3_الـعمـل بالـتـدابير الوقائية الموصى بها من الشرع
ومـن جـهـات الإخـتـصـاص مـثـل النـظافـة والتعقيم
وعـدم المـصافـحـة ولا مـلامـسـة الجدار ولا الإنسان
والتباعد إلى جانب التضرع والإستغفار..
لأن الـتـدابير الـوقـائـيـة بـغيـر التضرع والإستغفار لا
تـفـيـد ولا تـغـنـي لأن العمل بالوقاية تكون قد عملت
الـواجـب والتـضرع والإستغفار هو الأوجب فالإتيان
بالواجب دون الأوجـب لا يـفيـد، فـبغـير الأوجـب لن
يكون لنا من الله من عاصم.
4_بـعـد أن نـتـضـرع ونستـغفر ونعمل بالوقاية يجب
عـلـيـنا أن نـوقـن يـقيـناً مطـلقاً أنه ما أصابنا لم يكن
لـيخـطئنا وما أخـطـأنا لم يـكـن ليـصيـبنا ولو اجتمع
أهـل الـسمـوات والارض عـلـى أن ينـفعونا بشيء لن
ينفعونا إلا بشيء قد كتبه الله لنا، ولو اجـتمعوا على
أن يضرونا بشيء لن يضـرونا إلا بشيء قد كتبه الله
علينا...
نـسـأله جـل وعـلاء أن لا يجـمع علينا مصيبتين، وأن
يجـنبنا وبلادنا والمسلمين كل مكروه، وأن يردنا إليه
رداً جميلاً.
صلوا وسلموا على بدر التمام ومسك الختام {إن الله
وملائكـته يـصلون على النبي يايها الذين امنوا صلوا
عليه وسلموا تسليما}[الأحزاب: 56].
اللـهـم صـلّ وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى اله
وصحبه وسلم تسليماً كثيراً يارب العالمين.
اللـهـم اعــز الاســـلام والـمـســلـمــيـن واذل الــشــرك
والمـشـركين ودمر اعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً
مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللـهـم ثبتنا على ديننا، وبك ثبت يقيننا وارزقـنا رزقاً
حلالاً يكفينا وابـعـد عـنـا شر من يؤذينا، ولا تحوجنا
لطبيب يداونا، وجعلنا من العـتقاء في دار البقاء، من
رفقاء رسـول الـرحـمة والـهـدى، الشاربين من الكوثر
شربة لا نظمأ بعدها أبداً.
اللهم كما سلمتنا رمضان وسلمته لنا فتقبله منا متقبلا
واجعلنا ممن قبلت صيامهم وقيامهم وسائر أعـمـالهم
وأعتقت رقابهم ورقاب والديهم يارب العالمين.
اللهم جنـبنـا وأهلينا والمسلمين هذا الوباء وكلا بلاء،
نـدعـوك ياربـنـا بالـدعـاء، يامـنـزل الـداء أنزل الدواء،
ومـنـن علـينـا بالشفاء، وجعلنا منه وجاء، واكتب لـنـا
الـسـلامـة مـن كـل داء، واجـعـل أعمالنا خـالصة دون
ريـا، وكـن بـنـا رحيماً فإنا بدار ابتلاء وشقاء، وارزقنا
الطهر والنقاء، وجعلنا من العتقاء في دار البقاء فإنك كـريم الأدء واسـع العـطاء تـجـيـب دعــوة مــن دعـا،
يـارب الـعـالـمـيـن.
عِـبَـاد الله إن الله يـأمـر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي
الـقـربـى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم
لعلكم تذكرون
فــذكـروا الله الـعـلـي العـظـيم يذكركم وشكروه على
نـعمه يزدكم ولذكر الله اكبر والله يعلم ماتـصـنعـون.
واقم الصلاة
خطبتي في مسجد زين العابدين - صنعاء
بتاريخ 1441/10/06ه
الموافق2020/05/29م
#مُسْتَمِرُون...B~A
#أذكروا_اللهﷻ_وصَلُّوا_عَلَى_مُحَمَّدﷺ.
لِمُتَابَعَة مدونتي الشَّخْصِيَّة
https://bilalalhashimy7700b.blogspot.com/
لِمُتَابَعَة قَنَاتي عَلَى التلجرام
https://t.me/bilalalhashimy7700/4/
للــــــتـــواصــــــل واتـــــســـــاب
https://wa.me/967770072262
#ساهم_بالنشر_يكن_لك_أجراً_بإذن_الله.
#ملحوظة/يـلـزم نـشـر المنشور مع روابطه الملحقة.
تعليقات
إرسال تعليق